حلــــــم لم يكتمــــــل
في غموض هذا الكون المجهول نتخبط في مجارية المتشتتة وننتكس في مستنقعات
الأيام المتسلطة ولا نعلم ماهو المصير وماسجل لنا القدر
( فجر الطفولة )
عند انبثاق فجر الطفولة واشراقة البراءة على سفوح الحياة ومراسي الزمن
تغمرنا الأحلام السعيدة والتأملات الهادئة نمارس الكلمات الظريفة في صفحات الوقت
ودوران عقارب الساعة وتمتمات المستقبل المظلل
( رحلة في العالم المجهول )
يفتح ستار هذا العالم المنكوس المشوه بجرائم البشر وصرخات الآلم المظلومة التي انتحرت في ساحات
الوجود المعتم كل هذه المشاهد غمرتني في بداية فتح ستار مسرح الحياة المتسترة بجناح السراب
خطوة تلو خطوة وهذه الخطى مبهومة ترتعش في نزولها في سلم البداية ومعاشرة الناس تحت نظرات الأمل
فهذه هي الرحلة الأولى بل الأخيرة لقتحام مسارات العمر فكانت عنوان لانكسار انسان
كنت امضي إلى نرجس يظلله الحنين وتشاكسه خيالات الرعب السرمدية
وكنت اهفوا إلى فرح طاعن في الأساطير لعلي اخوض معارك الأيام واسعد في افراحها المهاجرة
ولكن الحقيقة فضحة مايختبىء خلف حدودها المتهشمة التي ذرتها الرياح المستعصية
فنظرة لخفايا البشر وجورهم التي رسمة قلوبهم مقابر ومشاعرهم تمثال للشياطين
فجنوا على الحب حتى صلب على ارصفت الطرقات وفي الشوارع والممرات
فجاوبته تآوهات النسائم التي تعزينا وتتلاطم على مشارف الكون
عبثاً ذابت معالم البشرية على صدر الظلام وتلاشت بطعنات الخيانة والغدر في وضح النهار فاصبحت خطاباتهم
تضخ بدماء الحقد فانهارت مشاعري الرقيقة وجاوبتني الأفاعي بسمومها المريرة
حينها تمنيت أن اعود خطوة للوراء وأرتوي من عبق أحلام الطفولة المسافرة لزمن رحلة روائعة دامعة
( عشق كاذب )
فاشرقة لغة لا شرقية ولا غربية ولا انسية ولا جنية بل ملاك تضع الكون بين كفيها وتسقي جفاف الدنيا
من همسة شفتيها وتيقض المشاعر من لغة عينيها حرة مثل ضوء المحبة
وبريئة مثل ابتسامات الطفولة
فارتميت بين احضانها واليأس متمكن مني فكانما حرائق المدامع تشتت بين مفرقي صدرها
وثارت اشجان تخللت كياني الملوث بدماء مسمومة فاستيقضت برعشة أناملها على خدي التي
تلالات
مدامعي عليها
فكانت غنوة غنوة وسكون بعد ضياع واستقرار بعد تشتت
فاصبحت أناشدها بهمس القمر واعانقها بعبير الربيع وفاكهة الشوق وأنثر دموع عشقي على خصالات أحلامها
وأجدف بأعماق روحها المؤججة بالحب والحنان
(جرح الخيانة )
فسار الزمن فسرت على أهدابه الثكلى وكشفت غموض حلم الدهور الزائلة
التي هاجت فقتلعت بذور الحب من جوف المشاعر والأحاسيس الخاوية
فنهار جسدي في الدروب المظلمة واعتراني الغروب الأخير وثنايا جروحي
توقد ناراً تلتهب في مجرى شرييني
(الهروب من العالم )
ثم اكملت خطاي التي يزلزلها خوفها من عواء المصير خلف حدود النهاية
فاوجست حنين الموت يخاطبني بصوت متردد مبهوت
فهلت مدامعي وولهت على ضم التراب لعلى أجد فيه مافقدته في مسيرة حياتي
وماخالفني على قارعت الطرقات التائه
فهربت خلف أثر الزمن ابحث عن حلم يرحل كالسراب ويموت في كل لحظة
وصدى صورته يتردد على مسامعي ويتخلل مشاعري ووجداني
فلا تسألوني لعلي أجد هناك مهجعي
وغروبي الأخير
(العودة لمسرح الطفولة )
فعدت منكوساً تجللني خيبة الأمل وحر الأسقام تجادلني بجنوني
وتعتليني دموعاً تخالطها صرخات الفؤاد المغتال من غدر الناس فحينها علمت أن
مااحتواه هذا الكون خرفات وأساطير رحلت مع وفاء الأوفيات واستشهدت
في عالم مجهول يستحال الابحار اليه
مماجعلت أرواح الاشباح تتربص وتقش في نفوسنا الغدر والخيانة وظلم الأبرياء
فحينما أيقنت ذلك ومضيت لتلك الذكرى الحالمة خلف ذلك المسرح الذي عانقة في ثناياه
صفاء القلوب وعيون البراءة
والتفت خلفي وقلت في هذا الموقف الدامع
(الغفران )
قد عفوت عن كل من أخطأ في حقي وشوه عالمي المحدود بسمومه المتأصلة
وعنكي يامن كانت حبيبي وعذابي ونهيتي وسبب في ذبول مشاعري
وقتل كل نبض احساس في أعماقي
وسبب عزلتي وسجني في اطار الحزن والرحيل الأبدي
(العيش في أكناف الاحزان)
ثم اغلقت الستار وتقوقعت مع احزاني المترجمة لصورة العالم الخارجي الذي غرس أنيابه
في صدري وأذاب جليد الحب الصادق في زويا قلبي المكلوم
فهذه رسالتي التي اسميتها حلم لم يكتمل ونقشتها على ساحاتي المتهشمة من متاهات
الأيام وغموض المصير لترتوي منه أعين الزوار وتكون جواباً لمن تأمل
بتلك الحروف المتأوه
وستبقى ذكرى يتداولها من بعدي وعبرت لمن استقى السم في زمني