بسم الله الرحمن الرحيم
على غير عادتي … دون أن يرن المنبه … استفقت
كانت استفاقة مفزعه … أكنت أحلم … ربما كابوس
في طريقي للخروج تعثرت قدمي...كل ما بيدي ... إفترش على الأرض
قلت أعوذ بالله ...... ماذا بي اليوم
في السيارة لم أنسى دعاء الركوب... تعودت أن أردد الأذكار... أثناء ذهابي للعمل
قطعت نصف المسافة ... تخطيت الزحمة ... وإذ بها واقفة
خفق قلبي... لا أعلم لماذا؟... ارتعشت قدماي
أغمضت عيني كي لا أراها ... ما أن ابتعدت عنها قليلا... هدأت
يقبع مكتبي في الدور الثاني من وزارتي
تعودت أن يأتي الفرّاش لحمل أوراقي
ولكن في هذا اليوم ... لم يأتي ... حملتها بخطوات متثاقلة كثقل يومي
بدأت يومي العملي ... أشعر بنعاس ... أريد أن أتنشّط... يغلب علي الكسل
أخذت الكتب التي أمامية ووضعتها على جنب.. وبدأت أقرأ القرآن لعلي أرتاح
منذ أن تقاعد أخي.. صارت له فقرة يومية في الإذاعة
يناقش فيها هموم الوطن
عندما يحين موعد فقرته... أفتح المذياع لكي أستمع إلى أخي الرائع
الذي لا يخشى كلمة الحق... التي لم يقل بعدها... أي كلمة
اليوم الأخير......... هذا اليوم الذي بدأت به متعثّرة
وختمته..............................................؟
تنشطت عندما سمعت صوت أخي في المذياع
كان يتكلم بحرقه ووجع.... ويتمنى أن يصل الوجع وتحل القضية
أصوات أوراق.... وهمهمات.... صمت... أخي لا يتكلم
المذيع... ينادي عليه..... أخي... لم لا ترد؟!
أصوات الأوراق أسمعها كأنه يبحث عن ورقته الضائعة.... التي لم يجدها
خمس دقائق .... لم يفصل البث صوت أوراق أخي
اتصلت بأختي...... ألم تسمعي الإذاعة اليوم ؟؟
أجابتني لا..... قلت لها: الآن فصل البث.... ربما تذكر ورقه ضائعة...وسيعود
طمأنتني أختي كعادتها....ألا تعلمين أن أخاك يحمل وجع أمته.....وهو خائف
و روت لي حلما رأته بالأمس... لا يغيب عن بالي
رأت والدتي وحولها الحور.... عن يمينها وشمالها
يمشطونها ويزينونها كعروس..... لاستقبال عريسها المنتظر
أغلقت هاتفي عنها... وعقلي معلّق... أنتظر سماع صوته
يخرج من المذياع صوت يقول....... يبدو أن الأخ ( ع ) أقفل الهاتف......
اتصال اتاني أفزعني.... كل شيء هذا اليوم يفزعني...
رفعت السمّاعة... بيد ترتعش .. كأن الخبر سيعلن... ويبدأ الحداد
وكان......... وبدأ الحداد .. صوت صديقتي يعلن الخبر
ألا تزالين في عملك و أخاك في الإنعاش ؟؟؟!!
من أخي!...... ماذا تقولين؟!
صوته كان معي قبل قليل....... لا لا لا يا أخيتي أنت تكذبين
لم أرى نفسي إلا وأنا في قسم الطوارئ
عائلتي كانت هناك... (( مـــــــــــــات أخـــــــــــــــي ))...
مات ولم يقرأ الورقة الأخيرة... مات ولم أودّعه...... مات وأخذ قلبي معه
قالوا لنا: ألقوا عليه النظرة الأخيرة... قبل أن يوارى الثرى
بكتك عيناي يا أخي... ما أجمل ابتسامتك.... إنها والله لبشرى
أن نودعك ومحيّاك مبتسم..... وكلمة الحق كانت بين شفتيك
رفعت رأسي..... وإذ بها أمامي مرة أخرى ويح قلبي
هي من شاهدتها في صباحي..... هي من حملت أمي
والآن تحمل أخي..... وتزفه إلى أمي.... عريسا كما رأته أختي
لم أتمالك نفسي..... صرخت... وصرخت....هي ذاتها
أنا أكرهها... لا أطيق رؤيتها.. لكنها لا تسمع صرختي
ولم تستجب لندائي..؟
حملت جميع أحبتي.... ومن قبل أمي....واليوم أخي
إنـــــــــــــهـــــــــــــــــــا: (( ســـــــــــــــــــــــــــــيارة الأســـــــــــــــــــــــــعاف ))
أخواتي : هذه قصة حقيقية بطلتها تنبأت إنها ستفقد عزيز عندما رأت سيارة الأسعاف التي تنقل الموتي ولا تزال إلى الآن تخشى رؤيتها.......
ولقد صغتها إليكم بصورة مبسّطة.... أتمنى أن تنال إعجابكم